أثارت الهندسة الوراثية عدداً من المخاوف، منها الهمّ الأخلاقي من التدخل في خلق الله، والهم البيئي من إفلات كائنات غريبة من المختبرات وغزوها التنوع البيولوجي الطبيعي، والهم الطبي من مخاطرها على صحة البشر. عدد تموز ـ آب (يوليو ـ أغسطس) من مجلة "البيئة والتنمية" يضيء على تكنولوجيا الكائنات والأغذية المعدلة وراثياً، ومحدودية الدور العربي في أبحاثها ومراقبتها وفي المفاوضات الدولية المتعلقة بتداولها والاتجار بها وضمان السلامة البيولوجية لمنتجاتها.
وفي هذا العدد الصيفي الخاص تقرير عن نوعية مياه بحر لبنان، مع خريطة تبين الشواطئ النظيفة والملوثة تحت عنوان "أين تسبح في لبنان صيف 2009". ويتضمن "كتاب الطبيعة" تحقيقين مصوّرين، عن استكشاف جبال لبنان مشياً، وحماية الخفافيش في كهوف المكسيك. ومن المواضيع الأخرى: معوقات التطور البيئي في المدن العربية ومساهمات الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، عواصف الغبار في الكويت، مياه من الضباب لسكان الجبال السعودية، تربية السمك في المغرب، بصمات خضراء لأولمبياد بيجينغ، مستنقعات بانتانال البرازيلية يهددها العمران، قناديل البحر مشكلة يمكن الاستفادة منها، ناد ليلي صديق للبيئة، فضلاً عن الأبواب الثابتة: رسائل، البيئة في شهر، سيارات خضراء، عالم العلوم، سوق البيئة، المكتبة الخضراء، المفكرة البيئية، كاريكاتور. وضمن العدد ملحق عن مشاريع ونشاطات برنامج الأمم المتحدة للبيئة في المنطقة العربية، وآخر عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "الاقتصاد الأخضر: من بان كي مون الى فهيد الشريف"، يعرض نجيب صعب لدعوة أمين عام الأمم المتحدة الحكومات والشركات والأفراد الى اتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على هذا الكوكب من خلال الاستثمار في برامج ومشاريع صديقة للبيئة، ويربطها بدعوة محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية الى توطين تكنولوجيا التحلية ومعداتها. ويتساءل صعب: "هل يمكن أن نتصور كم مليوناً من فرص العمل وكم ألف مليون من الدولارات يمكن أن نجنيها من استثمار الشمس العربية لتحلية المياه أو لانتاج الهيدروجين من مياه البحر وتصديره مضغوطاً؟"