في موضوع سابق تحدثت عن دور الزراعات العضوية ، وما يتبعها من ضرورة الاقلاع عن التسميد

بالأسمدة الكيميائية ، وعن المكافحة بالأدوية الزراعية ومبيدات الحشرات‏

في أهمية الحفاظ على البيئة من التلوث ، وفي الموضوع التالي اذكر‏

بعض الاجراءات التي لابد من اتخاذها في سبيل الوصول لبيئة النظيفة‏

اتباع الدورات الزراعية‏

الدورة الزراعية هي أسلوب عمل زراعي تعاقب فيه زراعة المحاصيل المختلفة في الأرض الواحدة ، بشكل علمي مدروس يراعي طبيعة التربة والمحاصيل التي يمكن أن تنجح فيها دون آثار سلبية بطريقة التعاقب هذه، وبحيث يستفيد كل محصول من بقايا ومخلفات المحصول الذي سبقه‏

هذه هي الدورة الزراعية من حيث التعريف ، أما من : حيث النتائج فإن اتباعها يساهم ، وإلى حد بعيد في القضاء على المسببات المرضية ، المتواجدة في التربة ، ذات الامكانية على البقاء فيها لفترة طويلة ، وذات القدرة على اصابة الحيوان ، والنبات ، والإنسان بالأمراض المختلفة فعلى سبيل المثال لا الحصر : « إن زراعة نبات الفصة ، يمد التربة بعناصر غذائية وفي الوقت نفسه ، تقوم جذوره بإفراز مواد قلوية، أو شبه قلوية تعمل على قتل كثير من الكائنات الحية الدقيقة للأمراض النباتية ولقد أثبتت التجارب العلمية الزراعية أن : مرض ذبول القطن - المحصول الاقتصادي الاستراتيجي الهام - يزداد بشكل ملحوظ في حالات عدم استخدام الدورات الزراعية بينه وبين نبات الفصة ، كما ثبت علمياًِ أن: فلاحة بعض النباتات البقولية الخضراء وقلبها في التربة - كالبرسيم - تؤدي إلى القضاء على الكثير من مسببات الأمراض النباتية في الوقت الذي تعمل فيه زراعة بعض المحاصيل الأخرى بشكل عشوائي متكرر على تكاثر العوامل المرضية ، وتكاثر الأحياء الدقيقة المسببة للأمراض في التربة ومن البدهي أن إزالة مسببات الأمراض توصل إلى حماية محاصيلنا من الأمراض المتنوعة وحماية الانسان الذي يتعامل مع هذه المحاصيل ومن تراكم المواد الكيميائية السامة ، جراء مكافحة الأمراض النباتية، بالأدوية الزراعية والمبيدات الحشرية التقليدية ، وهنا لا بد من التويه إلى أن تطبيق الدورات ا لزراعية يؤدي إلى زيادات كبيرة في انتاج وحدة المساحة - بالاضافة إلى تحسين نوعية الانتاج - إذا ما ترافق هذا التطبيق باستخدام الاسمدة العضوية ويساهم أيضا بشكل كبير في القضاء على كثير من الامراض الفطرية المستعصية‏

المضادات الحيوية‏

تتمتع المضادات الحيوية بأهمية متميزة في مجال القضاء على مسببات أمراض النباتات - يمكن انتاج هذ المضادات صناعيا - وهي لا تقوم بالقضاء على مسببات الأمراض في المنطقة المحيطة بجذور النباتات فحسب بل تقوم بانتاج مضادات حيوية تمتص قسا من نسيج النباتات وبذلك يصبح النبات مقاوما لمسببات الأمراض وتستخدم المضادات الحيوية أيضا في عمليات تعقيم البذور وضد الكثير من الأمراض الفطرية التي تصيب النباتات والأشجار المثمرة ونافلة القول هي : إن استخدام المضادات الحيوية في مكافحة كافة أنواع الأمراض النباتية ليس له أي ضرر على الانسان أو الحيوان أو النبات والاستخدام هذا يعمل على إعادة التوازن البيئي إلى بيئتنا الغالية جدا وعلى ايجاد البيئة النظيفة التي يتمنى أن ينعم الانسان بها وهذا بالاضافة إلى أنه لا بديل عن استخدام المضادات الحيوية في عمليات المكافحة في أية زراعة متطورة كماً ونوعاً ولا أحد يدري متى نستطيع التخلص من المواد الكيماوية السامة في مجال إنتاجنا الزراع‏

مكافحة الحشرات الضارة حيوياً‏

جاء في بحث للدكتور قاسم فرزات، من مركز الدراسات الحيوية والبيئة ما يلي « إن الميكروبات المتطفلة على الحشرات تحدث أمراضاً عند هذه الحشرات علماً أن هذه الميكروبات التي تصيب الحشرات ليس لها أي تأثير ضار على الانسان والحيوانات ذوات الدم الحار‏

في الوقت الذي هو فيه إن المواد الكيماوية التي تستخدم في المكافحة لها تأثير محدود على هذه الحشرات غير أن الاستخدام الكثيف للمواد الكيماوية يزيد في نسبة المواد السامة في المواد الغذائية التي يتناولها الانسان ويتناولها الحيوان ولقد وجد الباحثون خليطا من ا لكائنات الحية الدقيقة التي تصيب الحشرات الضارة ، حيث حصلوا على نتائج ممتازة نتيجة لاستخدام هذه المواد الميكروبية لمكافحة الحشرات الضارة وجراء ذلك استخدمت مجموعة من البكتريا كمستحضرات حيوية لمكافحة الحشرات الضارة وقد انتجت هذه المستحضرات بصورة تجارية ، والغاية من ذلك هي التخفيف من المواد السامة الكيماوية الملوثة للبيئة » انتهى كلام الدكتور فرزات - المهم في الأمر هو أن : مكافحة الحشرات الضارة بالطرق الحيوية ممكنة ، وفعالة ، وتعطي نتائج ايجابية للغاية وهي في الوقت نفسه ذات فوائد متعددة‏
منقول عن يومية العروبة