أولاً: المقدمة:
عرف إنتاج الفاكهة في الجمهورية العربية السورية منذ أمد بعيد، ولاغرو فقد كانت منذ بدء التاريخ مهداً للحضارة والرقي الإنساني والتقدم العلمي والروحي، وقد وجدت الكثير من الرسوم لأنواع الفاكهة على الآثار الرومانية والفينيقية والعربية القديمة في أنحاء القطر، مما يدل على اهتمام سكان هذه المنطقة منذ أمد بعيد بهذا النوع.
وقد ذكر الكثير من المؤرخين مدى تقدم إنتاج بعض الفاكهة في سورية مما دفعهم لتسميتها بالماضي ببستان البحر الأبيض المتوسط.
ويعتبر القطر العربي السوري من المواطن الأولية الأصلية للوز بالإضافة إلى غرب آسيا وأواسطها وحوض البحر المتوسط، وقد وجد في الحالة البرية (للامستأنسة) ، وانتقل بعدها إلى اليونان، وأخيراً إلى أمريكا وغيرها من البلدان المنتجة للوز.
ونظراً لأهمية اللوز من حيث احتوائه على قيمة غذائية عالية، لما لها من فوائد كبرى، وله عدة استعمالات مثل زيت اللوز المستخدم للمستحضرات الطبية والمعاجين العطرية والروائح، وكذلك يدخل في صناعة الحلويات والسكاكر، بالإضافة إلى استخدامه طازجاً (أخضر وناضج).
إن القفزات السريعة التي خطتها زراعة الأشجار المثمرة في السنوات الأخيرة التي تبشر بكل خير، ولنا في مناخ بلادنا ولطفه وتوفر مياه فراتنا الصالحة خير حافز على النجاح.
الاسم العلمي للوز : Prunus Amigdalus
يتبع اللوز العائلة الوردية: Rosaceae
اللوز العادي P.Am.Communis
ثانياً: البيئة المناسبة لهذه الشجرة:
تعتبر شجرة اللوز من الأشجار التي تنمو بالحرارة وتعيش بالبرودة هذا وإن أغلب مناطق سوريا صالحة لزراعة اللوز.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أصل هذه الشجرة ومناطق انتشارها، يمكن القول أن هذه الشجرة تتميز بمقاومتها للحرارة المنخفضة بحيث أن أجزاء الشجرة كالساق والأفرع والأغصان يمكن أن تتحمل حتى -27 مº .
هذا وإن البراعم الزهرية المغلقة ولكن يظهر لون التويج تتحمل حتى -3 مº وفي طور الإزهار التام -2 مº وفي حالة طور تشكل الثمرة الصغيرة الخضراء -1 مº.
تتميز شجرة اللوز بتحملها للحرارة المرتفعة خلال فصل النمو، ومن هذه الناحية يعتبر اللوز من أشجار المناطق النصف استوائية والتي تتصف بمناخها المعتدل. كما وأن شجرة اللوز من الأشجار التي تتحمل الجفاف حيث احتياجاتها للماء قليلة، لذا يمكن أن تزرع في مناطق بعلية قليلة الرطوبة.
إن تحمل شجرة اللوز للجفاف يعود إلى :
1- التوضع العميق إلى المجموعة الجذرية وقوة نموها.
2- مقدرة الأشجار أن تنظم توازن مائي عن طريق إسقاط جزء من الأوراق أثناء فترة الحر الشديد.
وبالنظر لهذه الخاصية يزرع اللوز بعلاً، وهناك تجارب في العديد من البلدان (أمريكا، الاتحاد السوفييتي، البرتغال) تدل على أن تأمين عدد قليل من السقايات وبكميات قليلة يمكن أن تؤدي إلى زيادة ملحوظة في المحصول وتحسين نوعية الإنتاج.
بعض المؤلفين والباحثين أشاروا إلى زيادة الرطوبة الجوية (الأمطار، الضباب) لما لها من تأثير سلبي على اللوز وخصوصاً أثناء فترة الإزهار، ونضج الثمار، ففي الحالة الأولى بالرغم من الارتفاع المنتظم في درجات الحرارة ، هناك خطر من حدوث نقص في التلقيح والإخصاب، وتصاب الأزهار والعقد بعدوى قوية من العفن الأخضر والبني أو ما يسمى بالعفن المبكر والمتأخر Sclerotinia.
وفي الحالة الثانية مرحلة نضج الثمار يصيب القشرة لون داكن وتسوء نوعية الإنتاج، يعتبر اللوز من الأنواع المحبة للضوء ولايتحمل الظل.
لاتتطلب شجرة اللوز أي احتياجات خاصة للتربة، فإنها تعيش بأغلب الترب وخاصة التربة الفقيرة ، هذا وإن الأصناف المتأخرة النضج والأكثر إنتاجية يمكن أن تزرع على تربة رملية طينية دبالية، كربوناتية، ترب انجرافية تراكمية بنفاذية عالية ، حيث تنمو بشكل قوي جيد بالإضافة إلى الإنتاجية العالية والتوعية الجيدة.
يجب الابتعاد عن الأراضي الثقيلة ذات مستوى ماء أرضي مرتفع والأشجار المزروعة في مثل هذه الظروف، لاتعيش طويلاً وتموت في زمن مبكر والمحصول منخفض وغير نظامي وبنوعية رديئة.
ثالثاً: طريقة تكاثر اللوز:
يتكاثر اللوز بالبذرة وذلك لإنتاج أصول للتطعيم عليها، تزرع البذرة في شهر تشرين الثاني إلى كانون الثاني في المشتل على خطوط تبعد عن بعضها 40-50 سم وبمسافة 15-20 سم بين البذرة والأخرى على الخط.
ويفضل إجراء عملية الكمر البارد (التنضيد) لسهولة إنباتها بحيث تتبادل طبقات البذور مع طبقات الرمل الناعم ضمن صندوق خشبي يترك من أعلى مفتوحاً ومعرضاً للهواء، ويرطب بالماء من وقت لآخر (كما في الشكل 1) . كما ويفضل نقع بذور اللوز لمدة 4 أيام ، إذا كان غلافها الثمري صلب لتقليل فترة إنباتها.
التطعيم:
يجري التكاثر بالتطعيم (بالعين) عندما تكون العصارة جارية في الساق والأغصان، لأن جريان العصارة في الأصل لها تأثير على نجاح عملية التطعيم ، ويتم في شهري في حزيران وتموز بالعين اليقظة أو في شهري آب وأيلول بالعين النائمة على الأصول التالية:
أصل اللوز: للأراضي الرملية والكلسية وهو أحسن الأصول للوز الناتج من البذرة ، وتفضل شتلات اللوز المر، حيث أن الأشجار الناتجة تكون أقوى نمواً . يمكن استعمال شتلات اللوز الحلو بنجاح ، ويقاوم اللوز الجفاف لتعمق جذوره بالتربة.
أصل مشمش: للأراضي الثقيلة ، ولكن نقطة الالتحام تكون ضعيفة، مما يعرض الأشجار للكسر بفعل الرياح.
أصل دراق : للأراضي الخفيفة، ولكن نقطة الالتحام تكون ضعيفة وقد لوحظ أن أشجار اللوز المطعمة على أصل دراق تتدهور بسرعة، وخاصة في الأراضي التي ترتفع فيها أملاح الصوديوم.
ويمكن إكثار اللوز خضرياً بعقل قاسية أو عقل غضة وكذلك يمكن إكثار أصول اللوز خضرياً وثم يطعم عليها.
رابعاً: إنشاء بستان اللوز:
يراعى عند إنشاء بستان اللوز أن تزرع شجرة ملقحة لكل 20-25 شجرة أو شكل خطوط إذا اعتبر الصنف الملقح كصنف منتج.
ولأن أصناف اللوز ذاتية التلقيح، إلا أن غرس عدة أصناف مختلفة يساعد على التلقيح والإخصاب، لذلك يجب اختيار الأصناف التي بينها توافق خلطي لضمان جمع محصول جيد، كما وأن وجود خلايا النحل يساعد أيضاً على التلقيح.
4-1 نقل الغراس: تكون جذور الغراس حساسة الجفاف ولذلك يجب الاهتمام بهذه الناحية، حتى تحفظ بشكل جيد إلى أن تغرس في الأرض المستديمة. ومن التجربة مستنتج بأنه إذا كانت الجذور جافة قبل الغرس من الصعب أن تنمو وتحيا الغرسة، لذلك تجف وتموت ولهذا يجب عدم ترك الجذور مكشوفة معرضة للهواء والشمس زمن طويل أثناء النقل وقبل الزراعة.
ولكي تحفظ جذور الغراس من الجفاف، تحفظ المجموعة الجذرية بغطاء من الخيش الرطب، أو توضع الغراس في خندق صغير وتغطى الجذور بتراب رطب، ويمكن استعمال نشارة خشب رطبة للغرض نفسه.
4-2 أوقات زراعة الغراس: تغرس أشجاراللوز في شهري كانون الثاني وشباط بدء جريان العصارة في الأشجار، وفي المناطق البعلية يمكن التبكير في زراعة الأشجار للاستفادة من مياه الأمطار.
4-3 مسافة الغرس: تغرس أشجار اللوز على مسافة مختلفة بين الأشجار تبعاً للصنف والتربة البيئة وعادة تتراوح بين 5-7 م الشجرة عن الأخرى وحسب الترتيب المراد إنشاؤه ، وطبيعة ميول الأرض، بحيث تزداد المساحة في الأراضي المروية وتقلل في الأراضي البعلية.
4-4 مايجب مراعاته قبل الغرس: قبل عملية الغرس تراعى النقاط التالية:
- انتقاء الغراس الجيدة والسليمة (نخب أول).
- تقليم الجذور بغية تحريض المجموعة الجذرية على النمو والانتشار وكذلك تقليم الأغصان.
- تخطيط الأرض.
4-5 حفر الجور: قبل البدء بحفر الجور توضع لوحة الغرس المؤلفة من قطعة خشبية بطول 1.5 م وبعرض 10 سم والتي يوجد في نهايتها شقان من كل جانب وفي وسطها شق بحرف V لوضع الأوتاد فيهم أثناء تحديد مكان الحفرة، كما هي موضحة في الشكل رقم 2.
توضع هذه اللوحة على الأرض بحيث يكون الشق الوسطي في الوتد المعين لموضع الشجرة ويوضع الوتدان الجانبيان في الشقين في نهايتي اللوحة على الأرض وترفع بعدها اللوحة وتحفر الحفرة أو الجورة المراد زرع الغرسة فيها مكان الوتد الوسطي وبأبعاد 60× 60×60 سم.
4-6 غرس الشتلات: توضع قليل من السماد العضوي المخلوط بقليل من تراب السطح كوسادة في قاع الحفرة، تعاد لوحة الغرس إلى مكانها ويوضع شقي طرفيها في الوتدين الباقيين في الأرض، وتوضع الغرسة في الشق الوسطي، كما في الشكل رقم 3.
منقول لافادة