شجرة النخيل هي (شجرة الحياة في المناطق الصحراوية) هي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان
وعمل على زراعتها منذ أقدم العصور.
وقد كرمت الديانات السماوية كافة شجرة النخيل واهتمت بزراعتها ورعايتها.
وقد ذكر القرآن الكريم النخيل والتمر في سبعة عشر سورة
كما ورد ذكر النخيل في كثير من الأحاديث النبوية ومأثورات العرب وأشعارهم.
وفي العصور الحديثة استمرت الدراسات والتجارب لتطوير جميع العمليات الزراعية
التي تحتاجها النخلة وخاصة العمليات الفنية التي تجري على رأس النخلة
وتشمل التلقيح والتقليم وخف الثمار والتقويم والتكميم.
تشبيه النخلة بالانسان :
والنخلة شديدة الشبه بالإنسان فهي ذات جذع منتصب ومنها الذكر والأنثى لا تثمر إلا إذا لقحت
وإذا قطع رأسها ماتت وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت،
وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع تعويض مفاصله
والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان.
وتوجد أكبر غابة لزراعة النخيل في العالم في المنطقة المروية المحاذية لشط العرب بالعراق.
ويحتل الوطن العربي مركز الصدارة في زراعة النخيل وإنتاج التمور
حيث يقدر عدد النخيل في العالم بحوالي 100 مليون نخلة ،
يوجد في الوطن العربي وحده 80 مليون نخلة أي مايعادل 80% من عدد النخيل في العال
م ويبلغ المعدل السنوي للإنتاج حوالي 3 مليون طن/تمور أي ما يعادل 80% من الإنتاج العالمي من التمور.
القيمة الغذائية للتمور:
تحتوي التمور على نسبة عالية من السكريات والتي قد تزيد عن 75% من وزنها الجاف
ومن هنا يمكن اعتبار التمور أغنى الفواكه قاطبة في محتواها من الطاقة الحرارية
فحين نجد أن الكيلو غرام الواحد من البرتقال يعطينا /500/ سعرة حرارة والعنب/800/
ومن الموز /1000/ نجد أن الكيلو غرام من التمر يمد الجسم بما يزيد عن 3000 سعرة حرارية.
إن من دلائل القيمة الغذائية المرتفعة للتمور هو احتوائها على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الغذائية الكبيرة.
لقد أطلق على التمر لقب منجم لغناه بالمعادن، كما أشارت البحوث العلمية الحديثة
أن تناول 15 تمرة أي ما يقارب من 100 غرام من التمور
يمد جسم الإنسان بكامل احتياجاته اليومية من كل من المغنيزيوم والمنغنيز والنحاس والكبريت
وبنصف احتياجاته من الحديد وربع احتياجاته من كل من الكالسيوم والبوتاسيوم.
ومما يجدر ذكره أن التمور تحتوي على كمية مرتفعة من عنصر الفلورين بقدر بخمسة أضعاف
ما تحتوي الفواكه الأخرى من هذا العنصر وهذا يؤكد المقولة بأن تناول التمور
لايؤدي إلى تسوس الأسنان بل يحافظ عليها ويؤكد ذلك احتفاظ البدو بأسنان سليمة
رغم تناولهم كميات كبيرة من التمور.
وحديثاً ربطت البحوث العلمية بين مرض السرطان وبين المغنزيوم
وجاء في بعض التقارير العلمية أن سكان البداوة لا ينتشر بينهم مرض السرطان
نتيجة لغنى أغذيتهم وخاصة التمور بعنصر المغنزيوم
كما تحتوي التمور على عنصر الفوسفور الذي يعتبر الغذاء الأهم للخلايا العصبية
ويساعد على النشاط الجنسي والحيوية العامة.
تحتوي التمور أيضاً على كميات مرتفعة من فيتامينات المجموعة (ب) وخاصة الثيامين B1
والريبوفلافين B2 والنياسين B7 ويعتبر البلح من الثمار الغنية بفيتامين (أ)
كما أنها تعتبر مصدراً جيداً لحامض الفوليك ولهذه الفيتامينات أهمية في تقوية العضلات
والنمو السليم والوقاية من آفات الكبد واليرقان وتقوية البصر وحماية البشرة
وتساعد الألياف الموجودة في التمور على تخليص الأمعاء من الفضلات.
مما سبق نرى أن الله تعالى قد أنعم عليها بهذه الفاكهة العظيمة ذات الأهمية الغذائية الكبيرة
وهذا مصداق لقول الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم
حيث يقول: (بيت لا تمر فيه جياع أهله) وقوله عليه السلام : (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه).
وقوله (أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كانت طعامها في نفاسها التمر
خرج وليدها حليماً فإن كان طعام مريم حين ولدت ولو أراد الله طعاماً خيراً منه لأطعمها إياه).
ولقد وعى العرب والمسلمون الأوائل هذه الأهمية المتميزة للتمور فاعتمدوها الغذاء الأساسي لهم
أثناء فتوحاتهم كونها تمتاز بقدرتها على التخزين
كما أنها أغنى الفواكه قاطبة في سعراتها الحرارية وقيمتها الغذائية ناهيك عن سهولة نقلها
وتداولها ومن هنا يمكن القول أن التمور قد ساهمت وبحق كغذاء لجند الإسلام
في نشر الرسالة الإسلامية في أقصى بقاع الأرض
وبشكل عام يعتبر التمر مع الحليب غذاء كامل للإنسان.
وقد وصف أحد حكماء العرب أشجار النخيل بقوله: الراسيات في الوحل المطعمات في المحل،
تحفة الكبير، وحلمة الصغير وزاد المسافر ونضيج فلا يعني طابخاً